البناء التفسيري لآيات الأحكام في القرآن الكريم "سورة النساء أنموذجا"

ملخص الرسالة

البناء التفسيري لآيات الأحكام في القرآن الكريم

"سورة النساء أنموذجًا"

تناولت هذه الدراسة موضوعاً مهمًا من مواضيع علم التفسير وهو البناء التفسيري لآيات الأحكام، واشتملت الدراسة على تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة وتناول التمهيد: التعريف بأهم مصطلحات البحث من ناحية اللغة والاصطلاح، أما الفصل الأول شمل دراسة سورة النساء، وجمع استقرائي لآيات الأحكام في السورة وتوزيعها على الأبواب الفقهية، مع تفسير مجمل لكل آية، مبينًا الأحكام الفقهية منها، والفصل الثاني والثالث يمثلان الجانب العملي في الرسالة أما الفصل الثاني فقد تناول حروف المعاني وآثرها في البناء التفسيري وكذلك القراءات القرآنية مع نماذج تطبيقية لكل مبحث، أما الفصل الثالث فقد تناول قواعد أصول الفقه من عام وخاص ومطلق ومقيد ومفهوم المخالفة ونماذج تطبيقية على آيات الأحكام من سورة النساء.

Abstract

Construction interpretative provisions of the verses in the Koran, "Nisa model"

Construction of interpretative judgments verses in the holy Koran, Surah An-Nisa a model Prepared by: Abdul Aziz bin Saleh al-Shammari In the name of Allah the most compassionate the most Merciful This study deals with an important topic of the science of interpretation( AL-tafseer science) , a construction of interpretative judgments of verses The study included the theoretical side , which causes the difference between the commentators and it is the rules used in tandem of meanings and intellectual approach of the author as well as the duly Fiqh rules for public and private and absolute and unrestricted , and the concept of the offense And practical application on a side Surah An-Nisa through judgments of verses.

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى ترك هذه الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن كتاب الله تعالى منارة للهدى، وشفاء لما في القلوب وسيظل بإذن الله تعالى هداية المسترشدين، ومنار الحائرين، وهو الكتاب الهادي إلى صراط الله رب العالمين، وإن تعلم القرآن وتعليمه شرف عظيم فلذلك كانت جهود العلماء والدارسين منذ القدم لخدمة هذا الكتاب تفسيرًا لمعانيه، واستنباطًا لمعرفة أحكامه ودقيق أسراره، وإن من نعمة الله على العبد أن يفقهه في دينه ويعلمه معني كلماته وآياته، ويستعمله في طاعته ولما كان الفهم الاستنباطي مرجعه لأصول يبنى عليه، وقواعد تجمع فروعه، وضوابط تضبط مسائله، كانت فكرة هذه الرسالة والتي تناولت الأصول التي ينطلق منها المفسر لآيات الأحكام ويبني عليه ترجيحاته واختياراته وقد وقع اختياري على العنوان التالي:

"البناء التفسيري لآيات الأحكام في القرآن الكريم "سورة النساء أنموذجًا".

أسباب اختيار الموضوع:

من أهم الأسباب التي دفعت الباحث لاختيار موضوعه في هذا المجال كونه يجمع بين علمين شريفين ألا وهما علم التفسير من جهة وعلم الفقه من جهة أخرى، وكذلك ما يعتقده الباحث من أهمية عدم التفريق بين العلوم كون علوم الشريعة كلها تستقي من منبع واحد ألا وهما الكتاب والسنة فكانت هذه الدراسة لغوية أصولية تأصيلية، وصدق من قال "من حرم الأصول حرم الوصول"، وتعد هذه الدراسة تطبيقًا عمليًا لآيات الأحكام من خلال سورة النساء، ومن أسباب اختيار الموضوع التسهيل على المفسر والفقيه الذي ينظر في آيات الأحكام وذلك من خلال جمع وحصر القواعد التي يبنى عليها عمله وذلك في حدود علمي فيما وقفت عليه.

الدراسات السابقة:

1. البناء التفسيري للحكام الفقهية في سورة النور، إعداد الطالب ذوقان العنزي، وهي رسالة ماجستير من جامعة مؤتة، تناول فيها الباحث بعض المسائل الفقهية في سورة النور، واكتفى بنقل أقوال العلماء على المسائل، ولم يتطرق إلى أثر علم الأصول أو القراءات في بناء الأحكام.

2. المبادئ المستنبطة من آيتي ( 18 و19 ) من "سورة النساء"، لإقامة المجتمع الإسلامي - سلسلة أبحاث مركز البحوث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزبز، للباحث عبد الله الأزدي.

مشكلة البحث:

يمكن إجمال مشكلة البحث من خلال النقاط التالية:

1. ما هي الأدوات التي يتعامل معها المفسر في تعرضه لأيات الأحكام، والتي من خلالها يستطيع أن يستنبط الحكم الشرعي ؟.

2. هل اختلاف القراءات ومعاني الحروف من الأمور المؤثرة في الحكم المستنبط من الآية ؟.

3. التطبيق العملي على سورة النساء مع تنزيل أقوال العلماء وطرائقهم في التعامل مع آيات الأحكام.

منهاج البحث:

قد حاول الباحث أن يبين الأصول التي من خلالها يؤصل أهل هذا الفن وخلصوا بالنتائج التي خرجوا بها من ناحية ترجيح قول على قول وكذلك فإن "المنهج الاستقرائي والتحليلي" قد نال حظًا وافرًا كمنهج بحثي في الدراسة.

ويمكن إجمال عملي في الرسالة على النحو التالي:

1- دراسة الأصل الذي بنى عليه المفسر قوله في تفسير كلام الله تعالى.

2- وضع نماذج من سورة النساء وجمع أقوال المفسرين فيها وبيان الخلاف إن وجد وقد يكون الأصل مجمع عليه وعلى تفسيره.

3- التركيز على موضوع البحث وتجنب الاستطراد.

4- ترقيم الآيات وبيان سورها مضبوطة بالشكل.

5- تخريج الأحاديث من مصادرها الأصلية من إثبات الكتاب والباب ورقم الحديث والجزء والصفحة، مع بيان درجته.

6- العناية بقواعد اللغة العربية.

7- إجمال الخاتمة أهم النتائج والتوصيات.

8- أتبع البحث بالفهارس الفنية المتعارف عليها، وهي:

أ- فهرس الآيات الكريمة.

ب- فهرس للأحاديث والآثار.

ت- فهرس المصادر والمراجع.

الخاتمة والنتائج

أحمده جل في علاه على أن وفقني لكتابة وإنجاز هذا الدراسة، وأسأل الله أن يكون خالصًا لوجهه الكريم ومعينًا لكل طالب علم ينهل منه.

أولًا: تعد آيات الأحكام من المباحث المهمة في الشريعة الإسلامية وعلم التفسير على وجه الخصوص لا يستغني عنه متفقه في دين الله تعالى فوجب الاهتمام به وإظهاره بشكل أوسع من ناحية أسباب الاختلاف والذي أدى إليها.

ثانيًا: لم يكن اختلاف المفسرين في آيات الأحكام ناتجًا عن هوى، أو لمجرد شهوة الاختلاف، وإنما حصل ذلك بناء على قواعد علمية تبناها العلماء كما بينا في مباحث الرسالة.

ثالثًا: كان الجانب التطبيقي في هذا البحث على سورة النساء، وهي سورة مدنية، شملت عدة محاور، ما بين القضايا الاجتماعية الأسرية، إلى القضايا الكبرى وهي الكلام عن الأمة وشئونها، ومن الأمور التي برزت في هذه السورة مقصد توحيد الله وحده؛ وذلك بإفراده سبحانه بالربوبية والعبودية وهو ولا شك مقصد أساسي لبناء المجتمع المسلم.

رابعًا: الاختلاف في معاني الحروف وحجية القراءات الشاذة، وتوجيهها سبب في اختلاف المفسرين في آيات الأحكام.

خامسًا: القواعد الأصولية التي ذكرت في الرسالة هي الأداة الحقيقية في تنوع الآراء واختلاف وجهات النظر بين أهل العلم، ويتضح ذلك جليًا من خلال الأمثلة التطبيقية التي ختم بها كل مبحث.

التوصيات:

الحاجة إلى إبراز الجانب العملي في تطبيق العلماء على القواعد الأصولية في سور القرآن الكريم، وما يترتب على ذلك من اختلاف في الآراء، ولا يكون ذلك إلا بتناول سور القرآن الكريم، فالاكتفاء بسورة النساء يعطي تصورًا غير كافي عن هذا الموضوع المهم.

فهرس المحتويات